خلق ربنا سيدنا أدم -عليه السلام- و جعله يعيش في الجنة بكل ما فيها من متع، لكن خلق له أيضا في الجنة تفاحة واحدة و منعه من اكلها و الا سيخرج من الجنة و نعمها. تفاحة واحدة مقابل كل نعم الجنة!
كلنا تعلمنا قصة سيدنا أدم و التفاحة، و قصة خروجه من الجنة بسببها منذ طفولتنا. لسبب ما أفكر بهذه القصة من فترة. من يعلم كم من جنة طردت منها بسبب تفاحة؟ كم من خطأ صغير كان سبب في ضياع خير كبير؟ كم من مرة حاولت التحايل علي أمر عدم الاقتراب من التفاحة؟ انا لن أكل التفاحة و لكني فقط انظر اليها او اشم رائحتها.
أتناسي دائما أن الأمر واضح و النتيجة واحدة. الأمر واضح بعدم الاقتراب من التفاحة. و النتيجة واحدة و هي الطرد من الجنة.
و لكن تظل دائما حقيقة واحدة، لا شيئ خُلق هباءا و لا شيئ يحدث هباءا، كل أمر يتم بمشيئة الله فقط. لقد خلق الله -سبحانه و تعالي- أدم و خلق التفاحة. خلقها و هو يعلم أن سيدنا أدم سيأكل منها و سيطرد من الجنة و سينزل إلي الأرض بكل ما فيها منح و محن. و طرده من الجنة و هو يعلم أنه سوف يعود اليها بعد حين، بعد أن يكون تعلم الطاعة و تعلم من أخطاؤه.
ابحث عن التفاحة في حياتك الماضية .. ابحث عنها لتعرفها و حاول الا تقربها المرة القادمة. عساك تلحق بجنة في يوم ما!