Friday, January 1, 2021

عام مضى ورحلة تبدأ

 2020 .. عام طوله كمثل باقي الأعوام ولكنه مر أثقل من كل الأعوام. اختبرت فيه الكثير من المشاعر المتناقضة والخروج من فقاعات أماني المعتادة طوال حياتي.

عام بدأت فيه رحلة لم أخطط لها من قبل ولا أعلم إلى أين سينتهي بي المطاف.

عام شعرت في أغلبه بوحدة وعزلة. كنت أنفصل كثيرا عن الواقع وأرقب أحداث حياتي عن بعد وكأنها أمواج بحر تلاطم بعضها الآخر.
عام ثقيل تركت فيه عملي الذي اعتدته منذ ٨ أعوام وفارقت اصدقائي. تركت أهلي ووطني ومنزلي في سفر طويل للمرة الأولى لأشارك رفيق رحلتي في بداية جديدة في بلد جديد لم تطأه قدمي من قبل ولا اتحدث لغته سوى جملة وحيدة.

"Pardon, je ne parle pas Français mais je parle anglais et arabe."

عام بدأت فيه تعلم كيفية بناء العلاقات الإنسانية والحفاظ عليها، سواء كانت عن قرب أو بعد. ورغم طبيعة عملي فلأول مرة منذ سنوات، أقدر قيمة تكنولوجيا الاتصالات الحديثة وما قدمته من خدمات لتسهيل تواصل البشر عن بعد.


عام زورت فيه برج إيفل للمرة الأولى وصعدت سلالمه واحدة تلو الأخرى (عددهم 669 سلمة)، حينها رأيت باريس كما لم أرها من قبل. أمر مدهش أن ترى المدينة كاملة وتكتشف ما تحتويه من أماكن قديمة. 
دائما ما تأثرني الأماكن القديمة، صامدة أمام الزمن، شاهد صامت على أحداث التاريخ. أفكر في ما سبق من أحداث ومن مروا بهذه الأماكن قبلي. هل شعروا بما أشعر به الآن؟ ماذا أحبوا وماذا كرهوا؟ هل عايشوا شعور الغربة والوحدة كما أعايشه الآن؟

إحقاقا للحق، مرت بي لحظات سعيدة هذا العام أيضا، لحظات نادرة معدودة لكنها موجودة.

كلحظات لعب الورق مع أسرتي في أيام حظر الكورونا الأولي. 

كالضحكات المتبادلة مع ابنة أختي وهي تصنع لي أحدث اختراعاتها في تسريحات الشعر.

كلحظة رؤية حبيبي للمرة الأولى بعد فراق 9 أشهر.

كضحكة الانتصار حين انتهيت من نزول سلالم برج إيفل بعد رحلة صعود دامت أكثر من ساعتين.



ولا زالت الرحلة مستمرة ....