Monday, February 1, 2016

فن الحضن

من الحاجات اللي بحس اننا كأفراد مفتقدينها مؤخرا هي فن الحضن. إنك تحضن حد وتدفيه بمجرد ما تحس انه محتاج الحضن، ساعات كثير هو بيبقي محتاج حبة الدفا دول عشان يقدر يعبر عن حاجات كثير جواه.

اللي الناس مش بتفهمه كثير ان في أنواع كثير من الحضن ...
الحضن الجسدي بانك تاخد حد جوه ايديك وتحاول تشاركه الدفا اللي جواك علي أمل انه يكفيكم انتم الاتنين. علي رغم اننا المفروض شعب شرقي والحنية في طبعنا - نظريا - بس حاول تفتكر اخر مرة حضنت او اتحضنت فيها بضمير!
حضن العينين .. من كام شهر واحد قالي ان عينيا بتعرف تحضن وصراحة انا ساعتها خدتها علي انها مجاملة لطيفة لأني مفهمتش معناها والسياق مكنش يسمح بإني أسأل عن المعني، بس النهاردة كانت أول مرة أحس بمعني ان عينين تحضن .. يعني ايه حد يبقي مش مستني منك حاجة غير ان عينك تحضنه بس.
حضن الكلمة .. الحضن اللي بيطبطب ويطيب في نفس الوقت حتي لو بيفصل بين الشخصين آلاف الأميال .. انك تاخد وقت عشان تختار الكلمة المناسبة للحد اللي محتاجك وان تقول الكلمة اللي تعرف تاخده في حضن عميق ينسيه همومه في وقتها.
حضن السمع .. الحضن اللي بيحتوي اللي قدامك. انك تقرر بكامل وعيك انك تتحول لودان كبيرة تحتوي الآخر بدون أحكام مسبقة وبدون نقاشات وبدون إبداء آراء.

للأسف كثير مننا فقد قدرته علي تقديم الحضن بسبب جزء من تربيتنا بإن الانسان لازم يحافظ علي هيبته وعلي المسافات بينه وبين الناس ليحافظ علي احترامهم له. رغم إني قابلت ناس كثير حضنهم فعلا حلو اوي ودافي جدا بس المشكلة كانت دائما فشلهم في تقديمه بدون طلب مسبق. وللأسف أحيانا المشكلة كانت فقدهم القدرة في رؤية حاجة غيرهم للحضن ده.

أنا لسه بتعلم الأنواع دي والنقل السلس بينهم ووقت استخدام كل نوع منهم ولسه بخاف اتعامل بهم مع الناس في أوقات كثير. لكن الأكيد أني اقدرت أعيش الكام شهر اللي فاتوا بفضل الأحضان دي وبفضل ان ربنا رزقني باللي عرفوا يحضنوا ويداوا بالحضن ازاي.

احضنوا يا جماعة .. احضن أهلك .. احضن أولادك .. احضن رفيق دربك .. احضن صديقك .. مفيش أحسن من الحضن دواء لكل اللي جوانا :)